لمتابعة تسجيلات المؤتمر

أوراق اليوم الثالث للمؤتمر











الجلسة الأول

أثر مؤسَّسات المجتمع المدني في التعامُل مع مؤتمرات المرأة
علي بن إبراهيم النمل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
فإنَّ البحث في حضور المؤتمرات التي تُعنى بالمرأة والمشاركة فيها، من حيث تلمُّس المرأة لمكانتها في المجتمع قد أضحى منحىً تجاوبت معه كثير من الفعاليات المعنية بالمرأة.




مع هذا فإنَّ هناك من يتحفَّظ على حضور مثل هذه المؤتمرات إذا كان في جداول أعمالها ما لا يتَّفق مع المنهج الإسلامي في هذه القضية المهمَّة.




وتأتي هذه الورقة لتناقش هذه الفكرة من منطلق أنَّ الأصل هو الحضور والمناقشة وإبداء الرأي الذي قد لا ترغب بعض الفعاليات إبداءه، وأنْ تكون هناك شمولية في الطرح تأخذ في حسبانها الأبعاد الثقافية والإنسانية للقضية المطروحة.




معاناة المرأة: لا بدَ من الاعتراف بأنَّ هذا المنهج في إدارة بعض المؤتمرات المعنية بالمرأة مبيَّت النية في معالجة هذا الموضوع، فقد أثاره ما عانته وتعانيه المرأة في مجتمعات انطلقت ابتداءً من التساؤل حول بشريتها من عدمها، وإنه لأمرٌ محزن أنْ ينطلق هذا الموضوع غير المنصف للمرأة من المعابد ودور العبادة ودور الحكمة.




الاستشراق والمرأة: ولبعض المستشرقين والمستشرقات صولات وجولات مع رسول الله  والرسالة والنساء في المجتمع المسلم، وتبنَّى بعض هذه الأفكار بعضُ مفكِّري العربية ومفكِّراتها، كما كانت الدعوة في مؤتمر القاهرة الدولي للسكان سنة 1415هـ/1994م الذي خرجت فيه جمعية تضامن المرأة العربية، وألقت باللائمة على المؤسَّسات الدينية المسيحية والمسلمة.




المشاركات الفاعلة: يُفضي هذا الوضع في النظر إلى الدين من هذه الزاوية، إلى ضرورة المشاركات الرسمية والشعبية في هذه المؤتمرات لبيان الحقِّ.




المفهومات والمصطلحات: في التعريف الإجرائي لمفهومات ومصطلحات تتردَّد في هذا النوع من المؤتمرات، دون التحديد الدقيق لها بالضرورة من منطلقات ثقافية راسخة في العمق البشري، لا تلك الثقافات التي قامت ابتداءً على التهوين من شأن المرأة.




الفاعلية في المشاركات: تأتي الفاعلية في المشاركات الرسمية والشعبية في المؤتمرات والندوات التي تعالج الشأن النسائي، بعيدًا عن الأساليب الدفاعية والتسويغية، التي تنبئ عن اهتزاز الثقة الذي طغت عليه بعض النداءات، التي لم تتمكَّن فيما يظهر من التفريق بين العدل من جهة، والمساواة من جهة أخرى.




التنظير والرؤية الواضحة: إنه من السهل التنظير في هذا الشأن والإكثار من المؤتمرات واللقاءات ورسم صورة مثالية محلِّقة الأدوار، دون مراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تسيِّر المجتمعات، ودون التفات في الغالب من المشاركين والمشاركات الرسميين والشعبيين، إلى الجوانب الواقعية التي جعلت من المرأة الشابة خصوصًا آلةً أو أداةً لإشباع رغبات شهوانية.




مع هذا فقد وصلت المرأة اليوم إلى قدر من الوعي والقدرة على التمييز بين الأشياء الذهنية الثقافية، بحيث إنها تطالب بعدم الخوض في موضوعاتها نيابةً عنها، وتدرك أنَّ هناك قوىً عالمية لا تسعى إلى سعادة البشرية، حيث أخذت على عاتقها استخدام المال والمرأة في تحقيق مآربها الهادمة لكل القيم والمثُل الاجتماعية.


الجلسة الثانية

دور المؤسسات التعليمية في التصدي للاتفاقات الدولية ضد المرأة

د. عبد الله وكيل الشيخ

غير خاف على أحد أن من أهم الأجهزة في صياغة العقلية للناشئة المؤسسات التربوية والتعليمية، فهي التي يقضي فيها الجيل أنضج سنوات العمر ،من حيث بناء التوجهات ،وتثبيت القيم وترسيخ القاعدة الفكرية، في النظر إلى المجتمع نظما وممارسات، ومن ثم الانفعال بها أو التحيل عليها، أو السعي إلى هدمها وإحلال المنظومة الجديدة ، وإذا علمنا أن أبناء اليوم هم قادة المستقبل لهذه المجتمعات ،فمن الضروري رسم خطة العمل تجاه ما نحن بصدده من الاتفاقيات والمؤتمرات التي يريد المنظرون لها والحادون لركبها أن يصوغوا المجتمعات البشرية أجمع بما فيها المجتمعات المسلمة وفق فلسفتها للحياة.




ومن الخير ونحن نعالج أو نبتغي أن نضع العلاج لهذا الزاحف الأثيم، أن نكون على ذكر من أساليبه وألاعيبه ، ومن تلبيساته وخدعه ، ومن وسائله في صناعة الرأي العام وتكوين مجموعات الضغط على المجتمعات التي يصنفها ميدانا للتغيير ؛ كل ذلك لندرك الميدان الحقيقي الذي نتحرك فيه ولتكون برامجنا كفاء هذا التدبير المضاد




وتطرح الورقة جملة من المقترحات التي ينبغي أن تنهض بها المؤسسات التعليمية في بلاد المسلمين في مواجهاتها لهذه الاتفاقيات والمؤتمرات ومنها:
1. إدخال المفاهيم والمعلومات المتعلقة بالمرأة وحقوقها والأسرة وأحكامها ووسائل المحافظة على ترابطها ، في المناهج الدراسية في مراحل التعليم المختلفة ،مراعى في ذلك المستوى العمري والعقلي للطلاب لبناء القاعدة الصحيحة، التي سيكون لها أبلغ الأثر في الحصانة من الاتفاقيات الدولية .




2. إقامة البرامج والفعاليات المتعلقة بالأسرة وشؤونها في المؤسسات التعليمية والتربوية، ومن ذلك البحوث والمسابقات والمسرحيات وإصدار المنشورات والمطويات التعريفية، وإقامة المعارض التي من شأنها تحفيز المرأة وتشجيعها لتكون عنصراً فاعلاً في المجتمع في الحدود المرسومة لها شرعاً ، وبما لا يناقض فطرتها. وتنمية الحوارات الجادة لمناقشة القضايا المجتمعية في جو تسوده الروح العلمية وعقد ورشة عمل ترسم الخطط والبرامج وتقترح الحلول الواقعية مما يعزز روح المبادرة في معالجة قضايا المجتمع على مستوى التنظير أو المشاركة في التنفيذ.




3. تكثيف البرامج المتعلقة برعاية فئة المراهقات من الفتيات من النواحي النفسية والفكرية وإيجاد الأنشطة التي تستوعب الطاقات المتجددة عند هذه الفئة.




4. المراجعة المنتظمة فيما يقدم للأجيال في المؤسسات التعليمية من علوم ومعارف وتطوير خطط وبرامج النظام التعليمي سواءً فيما له علاقة بالأهداف، أو المحتويات المنهجية، أو أساليب التدريس، أو آليات التقويم، أو آليات التدريب، أو إعداد المعلم، أو غيرها مما له علاقة بالنظام التعليمي لتكون موافقةً لطبيعة الأهداف التي ينشدها المجتمع، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق مراجعةٍ وتطويرٍ وتجديدٍ يتناسب مع ظروف ومعطيات العصر، وما فيه من مستجداتٍ ومُتغيراتٍ، ولا يتنافى أو يتعارض بأي حالٍ مع ثوابت الأُمة ومبادئها وأعرافها الصحيحة.




5. التنسيق والتعاون بصورة متكاملة بين وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي والثقافة والإعلام، والأوقاف والشئون الإسلامية، والعدل، للمحافظة على الهوية الإسلامية من المؤثرات السلبية وتعزيز القيم التي يغرسها التعليم وإثراؤها من خلال البرامج والفعاليات التي تقيمها تلك الجهات والابتعاد عن التناقض في التعامل مع تلك القضايا .




6. ضرورة التمسك التام والمحافظة على الهوية الإسلامية المُميزة التي ينفرد بها النظام التعليمي في الدول العربية _التي لم يجرفها التيار بعد _عن غيره من الأنظمة التعليمية المُعاصرة ؛ من خلال العناية بكل هذه الخصوصيات، والعمل على تأكيدها بمختلف الطرائق والكيفيات الممكنة، وعدم التخلي عنها ومقاومة الاتجاهات السلبية في التغيير.




7. تخصيص مادة ثقافية ضمن المنهج الدراسي في مستويات التعليم العليا تعني بشؤون المرأة في الاتفاقات الدولية ومناقشتها مناقشة تفصيلية .




8. الإيضاح والبيان لزيف كثير مما يقدم في هذه المؤتمرات والاتفاقات ، وإعداد الدراسات النقدية لمحتوياتها، ورسم الخطط التثقيفية والتوعية لكشف التلبيسات التي فيها وإبراز ذلك للمجتمع بصورة مناسبة .



9. تشجيع الدراسات والمسابقات البحثية التي تكشف عن الصورة الحقيقية للمرأة في تلك المجتمعات التي تسوق لهذه الاتفاقات وإبراز المعاناة الحقيقية للمرأة هناك ، وكشف الآثار السلبية لهذه الأطروحات بعد أن مارست المجتمعات الغربية كثيرا منها في واقع الحياة ، كما أنه من الحسن جدا إبراز الاتجاهات المضادة في تلك المجتمعات لأطروحات الحركة النسوية ففي تلك المجتمعات اتجاهات جادة مضادة لهذه الأطروحات وإن لم تصل بعد إلى درجة المقاومة لبرامج الحركة النسوية .



10. عقد مؤتمرات وندوات عالمية إسلامية تهتم بخصوص تعليم المرأة في البلاد الإسلامية، لصياغة المبادرات النوعية وتقديمها للجهات التعليمية لتنفيذها.




11. الاهتمام المدروس والمنظم بشريحة المبتعثات، وتقديم الرعاية الفكرية والعلمية لهن، وتنسيق البرامج والفعاليات الثقافية والعلمية للمحافظة على هويتهن الإسلامية وتفعيل هذه الطاقات بعد رجوعها بشكل صحيح.




12. تبني مشاريع التأهيل والتثقيف وصناعة القياديات المؤهلات للمنافحة عن قضايا المرأة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، واستغلال القدرات والمواهب النسائية لصالح قضاياهن.




13. التحفيز على إجراء البحوث العلمية في مرحلتي الدراسات العليا في مثل هذه القضايا لتفعيل دور هذه الشريحة الواعية لتثقيف المجتمع وإثراء المكتبة الإسلامية بالدراسات والبحوث العلمية المحكمة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق